کد مطلب:39902 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:499
وعن فضاله الأنصاری [3] قال: خرجت مع أبی إلی الینبع [4] عائدین لعلیّ بن أبی طالب وكان مریضاً بها قد نُقل إلیها من المدینة، فقال له: مایقیمك بهذا[5] المنزل؟ ولو هلكت به لم یدفنك [6] إلّا أعراب جهینة، وكان أبو فضاله من أهل بدر[7] ، فقال له علیّ: لست بمیّت من وجعی هذا وذلك أنّ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله عهد إلیَّ أن لا أموت حتّی اُؤمر وتخضب [8] هذه من دم هذا[9] - وأشار إلی لحیته ورأسه- قضاءً مقضیاً وعهداً معهوداً منه إلیَ [10] . وقال (أبو) المؤید الخوارزمی فی كتابه المناقب یرفعه بسنده إلی أبی الأسود الدؤلی أنه عاد علیّاً فی شكوی اشتكاها. قال: فقلت له: قد تخوّفنا علیك یا أمیر المؤمنین فی شكواك هذه، فقال لكنّی واللَّه ما تخوّفت علی نفسی لأنی سمعت رسول اللَّه صلی الله علیه وآله یقول: إنّك ستُضرب ضربةً هاهنا- وأشار إلی رأسه- فیسیل دمها حتّی تخضب لحیتك، یكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقی ثمود[11] . قیل: وسئل علیّ وهو علی المنبر[12] فی الكوفة عن قوله تعالی: (مِّنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَی نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن یَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُواْ تَبْدِیلاً)[13] فقال: اللّهمّ غفراً[14] هذه الآیة نزلت فیَّ وفی عمّی حمزة وفی ابن عمّی عبیدة بن الحارث بن عبدالمطّلب، فأمّا[15] عبیدة بن الحارث فانّه قضی نحبه شهیداً یوم بدر، وأمّا عمّی حمزة فإنّه قضی نحبه (شهیداً)یوم اُحد، وأمّا أنا فأنتظر[16] أشقی الاُمّة[17] یخضب هذه من هذا[18] - وأشار (بیده)إلی لحیته ورأسه وقال:- عهدٌ عهده إلیَّ حبیبی أبو القاسم صلی الله علیه وآله [19] . ومن المناقب [20] مرفوعاً إلی إسماعیل بن راشد (وأبو هشام الرفاعی )[21] قال: كان من حدیث عبدالرحمن بن ملجم [22] لعنه اللَّه وصاحبیه وهما البُرَك [23] بن عبداللَّه التمیمیّ وعمرو بن بكر التمیمی [24] ، انّهم اجتمعوا بمكّة فتذاكروا[25] أمر الناس وما نالهم من القتل وما هم علیه، فعابوا ذاك علی ولاتهم، ثمّ إنّهم ذكروا أهل النهروان فترحّموا[26] علیهم وقالوا: ما نصنع بالبقاء[27] بعدهم، اُولئك كانوا دعاة الناس لعبادة[28] ربهم لا یخافون فی اللَّه لومة لائم، فلو شرینا أنفسنا قاتلنا أئمة الضلالة[29] فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد والعباد وثأرنا بهم إخواننا فی اللَّه. فقال ابن ملجم لعنة اللَّه علیه: أنا أكفیكم (أمر) علیّ بن أبی طالب، وقال البُرَك: أنا أكفیكم (أمر)معاویة، وقال عمرو بن بكر: أنا أكفیكم عمرو بن العاص. فتعاهدوا (وتعاقدوا) وتواثقوا باللَّه علی ذلك أن لا ینكص [30] واحد منهم عن صاحبه الّذی تكفّل به [31] حتّی یقتله أو یموت دونه، فأخذوا أسیافهم [32] فشحذوها ثمّ أسقوها السمّ، وتوجّه كلّ واحدٍ منهم إلی جهة صاحبه الّذی تكفّل به، وتواعدوا علی أن یكون وثوبهم علیهم فی لیلة واحدة، وتوافقوا علی أن تكون هذه اللیلة (هی اللیلة)الّتی یسفر صاحبها عن لیلة تسع عشرة[33] من شهر رمضان المعظّم، وقیل: هی اللیلة الحادیة والعشرون منه. فأمّا ابن ملجم لعنه اللَّه فإنّه لمّا أتی الكوفة لقی بها جماعة من أصحابه فكتمهم [34] أمره مخافة[35] ان یظهروا[36] علیه شی ء من ذلك، فمرّ فی بعض الأیّام بدارٍ من دور الكوفة فیها عرس، فخرج منها نسوة فرأی فیهنّ امرأة جمیلة فائقة فی حسنها یقال لها قَطام بنت الأصبغ التمیمی ([37] فنظر الیها)لعنها اللَّه فهواها ووقعت فی قلبه محبّتها، فقال لها: یا جاریة، أیم أنتِ أم ذات بعل؟ فقالت: بل أیم. فقال لها: هل لك فی زوج لا تذمّ خلایقه؟ فقالت: نعم، ولكن لی أولیاء اُشاورهم. فتبعها فدخلت داراً ثمّ خرجت إلیه فقالت: یا هذا، إنّ أولیائی أبوا أن یزوّجونی إلّا علی ثلاثة آلاف درهم وعبدٍ وقینةٍ، قال: لكِ ذلك، قالت: وشریطة اُخری! قال: وما هی؟ قالت: قَتلُ علیّ بن أبی طالب فإنّه قتل أبی وأخی [38] یوم النهروان، قال: ویحك! ومن یقدر علی قتل علیّ وهو فارس الفرسان وواحد الشجعان؟! فقالت: لا تكثر، فذلك أحبّ إلینا من المال، إن كنتَ تفعل ذلك وتقدر علیه وإلّا فاذهب إلی سبیلك؟ فقال لها: أمّا قتل علیّ بن أبی طالب فلا، ولكن إن رضیتی ضربتُه بسیفی ضربةً واحدةً وانظری ماذا یكون؟ قالت: رضیتُ ولكن ألتمس غرّته لضربتك، فإن أصبته انتفعت بنفسك وبی، وإن هلكت فما عنداللَّه خیرٌ وأبقی من الدنیا وزینة أهلها، فقال لها: واللَّه ما جاء بی [39] إلی هذا المصر إلّا قتل علیّ بن أبی طالب، قالت: فإذا كان الأمر علی ما ذكرت دعنی أطلب لك من یشدّ[40] ظهرك ویساندك [41] ، فقال لها: افعلی. فبعثت إلی رجل من أهلها یقال له وردان [42] من تیم الرباب فكلّمته فأجابها، وخرج [43] [44] ابن ملجم إلی رجل من أشجع یقال له شبیب بن بُجرة[45] من الخوارج، فقال له: هل لك فی شرف الدنیا والآخرة؟ قال: وكیف ذلك؟ قال: قَتل علیّ بن أبی طالب، فقال له: ثكلتك اُمّك لقد جئت شیئاً (إدّا) إذ كیف تقدر علی ذلك؟ قال: أكمنُ له فی المسجد، فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا علیه فقتلناه [46] ، فإن نجونا[47] شفینا أنفسنا وأدركنا ثأرنا، وإن قُتلنا فما عند اللَّه خیرٌ من الدنیا وما فیها، ولنا اُسوة فی أصحابنا الّذین سبقونا. فقال له: ویحك! لو كان غیر علیّ (كان أهون علیَّ) وقد عرفت بلاءه فی الإسلام وسابقته مع النبیّ صلی الله علیه وآله وما أجدُ نفسی تنشرح لقتله، قال: أما[48] تعلم أ نه قتل أهل النهروان العبّاد المصلّین؟ قال: بلی، قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا. فأجابه إلی ذلك. فجاؤوا إلی قَطام وهی فی المسجد الأعظم معتكفة وكان ذلك فی شهر رمضان فقالوا لها: قد صمّمنا وأجمع رأینا علی قَتل علیّ بن أبی طالب. فقال ابن ملجم (قاتله اللَّه): ولكن یكون ذلك فی لیلة الحادیة والعشرین منه فإنّها اللیلة الّتی تواعدت أنا وصاحبای فیها علی أن یبیّت كلّ واحد منّا علی صاحبه الّذی تكفّل بقتله، فأجابوه إلی ذلك [49] . فلمّا كانت اللیلة الحادیة والعشرین أخذوا أسیافهم وجلسوا مقابل السدّة الّتی یخرج منها علیّ بن أبی طالب علیه السلام وكانت لیلة الجمعة، فلمّا خرج لصلاة الصبح شدّ علیه شبیب فضربه بالسیف فوقع [50] سیفه بعضادة الباب [51] ، وضربه ابن ملجم لعنه اللَّه بسیفه فأصابه [52] ، وهرب وَردان، ومضی شبیب لعنه اللَّه هارباً حتّی دخل منزله فدخل علیه (رجل)من بنی أبیه [53] فقتله. وأمّا ابن ملجم (لعنه اللَّه) فإنّ رجلاً من همدان لحقه فطرح [54] علیه قطیفة[55] كانت فی یده ثمّ صرعه وأخذ السیف منه وجاء به إلی أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام فنظر إلیه علیّ ثمّ قال: «(النفسُ بالنفس) إن أنا مِتُّ فاقْتلُوه كما قَتَلنی، وإن سَلِمْتُ رأیتُ رأیی فیه [56] . فقال ابن ملجم لعنه اللَّه: واللَّه لقد ابتَعْتُه بألف وسَمَمْتُه بألف، فإن خاننی فأبعد (ه)اللَّه مضاربه [57] . قال (قتادة): فنادته اُمّ كلثوم ابنة سیّدنا علیّ علیه السلام: یا عدوّ اللَّه قتلت أمیر المؤمنین، فقال: إنّما قتلتُ أباك [58] ، قالت: یا عدوّ اللَّه إنّی لأرجو أن لا یكون علیه باسٌ، قال لها: أراك [59] إذاً تبكین علیَّ، واللَّه لقد ضربته ضربة لو قسّمت بین أهل الأرض لأهلكتهم [60] فاُخْرجَ من بین یدی أمیرالمؤمنین والناس یلعنونه ویسبّونه ویقولون (له): یا عدوّ اللَّه وماذا أتیت أهلكت اُمّة محمّد صلی الله علیه وآله وقتلت خیر الناس، وأ نّهم لو تركوهم به لقطّعوه (لعنه اللَّه) قطعاً وهو (صامت)لا ینطق لهم. قال: ودعا أمیرالمؤمنین علیّ علیه السلام حسناً وحسیناً فقال: أوصیكما بتقوی اللَّه تعالی ولا تبغیا[61] الدنیا وإن بغتكما وتتكیّا (ولا تبكیا ولا تأسفا)علی شی ء زوی منها عنكما (و) قولا بالحقّ (واعملا للأجر)وارحما الیتیم وأعینا[62] الضعیف (الملهوف الضائع)واصنعا للاُخری، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً[63] ، واعملا بما فی كتاب اللَّه تعالی ولا تأخذ كما فی اللَّه لومة لائم [64] . ثمّ التفت [65] إلی محمّد بن الحنفیة فقال: (هل)حفظت ما أوصیت به أخویك؟ قال: نعم، فقال (ف)إنّی اُوصیك بمثله، واُوصیك بتوقیر أخویك لعظیم [66] حقّهما علیك ولا تؤثر[67] أمراً دونهما. ثمّ قال: اُوصیكما به فإنّه (شقیقكما)[68] ابن أبیكما، وقد علمتما أنّ أباكما كان یحبّه [69] . وفی روایة[70] عن الحسن بن علیّ علیه السلام: لمّا حضرت أبی الوفاة أقبل یوصی فقال: هذا ما أوصی به (أمیرالمؤمنین)علیُّ بن أبی طالبٍ أخو محمّد رسول اللَّه وابن عمّه وصاحبه وخلیفته، أوصی بأنه یشهد[71] أن لا إله إلّا اللَّه (وحده لا شریك له) وأنّ محمّداً (عبده ورسوله )[72] رسول اللَّه وخیرته، اختاره بعلمه وارتضاه لخیرته [73] ، وأنّ اللَّه باعث مَن فی القبور وسائل الناس عن أعمالهم، عالمٌ بما فی الصدور. ثمّ قال: إنّی اُوصیكَ یا حَسَنُ [74] وكفی بك وصیّاً بما أوصانی به رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فإذا كان ذلك (یا بنیّ)فالزم بیتك وابكِ علی خطیئتك، ولا تكن الدنیا أكبر همّك، واُوصیك یا بنیّ بالصلاة عند وقتها والزكاة فی أهلها عند محلّها، والصمت عند الشبهة[75] ، والاقتصاد، والعدل فی الرضا والغضب، وحسن الجوار، وإكرام الضیف، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكین ومجالستهم والتواضع فإنّه أفضل العبادات [76] ، وقصر الأمل، وذكر[77] الموت، والزهد فی الدنیا فإنّك رهن موتٍ وغرض بلاء وطریح سقم. واُوصیك بخشیة اللَّه تعالی فی سرّ أمرك وعلانیتك، وأنهاك عن التسرّع بالقول والفعل، وإذا عرض شی ء من أمر الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شی ء من أمر الدنیا فتأ نّه [78] حتّی تصیب رشدك فیه، وإیّاك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرین السوء یغیر[79] جلیسه. وكن للَّه یا بنیّ عاملاً،وعن الخنا زجوراً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهیاً، وواخِ الإخوان فی اللَّه، وأحبّ الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دینك وابغضه بقلبك، وزایله بأعمالك لئلا[80] تكون مثله، وإیّاك والجلوس فی الطرقات، ودع المماراة ومجاورة[81] من لا عقل له (ولا علم). واقتصد یا بنیّ فی معیشتك، واقتصد فی عبادتك، وعلیك فیها بالأمر الدائم الّذی تطیقه، والزم الصمت وبه تسلم، وقدّم لنفسك تغنم، وتعلّم الخیر تعلم، وكن ذاكراً للَّه تعالی علی كلّ حال، وارحم من أهلك الصغیر، ووقّر منهم الكبیر، ولا تأكلنّ طعاماً حتّی تتصدّق منه قبل أكله، وعلیك بالصوم فإنّه زكاة البدن وجنّة لأهله. وجاهد نفسك، واحذر جلیسك، واجتنب عدوّك، وعلیك بمجالس الذِكر، وأكثر من الدعاء فإنّی لم آلك یا بنیّ نصحاً وهذا فراق بینی وبینك. واُوصیك بأخیك محمّد (خیراً)فإنّه (شقیقك) ابن أبیك وقد تعلم حبّی له. أمّا أخوك الحسین فإنّه شقیقك وابن اُمّك وأبیك، ولا (اُزید الوصاة بذلك)[82] أزیدك وصیاته، واللَّه الخلیفة علیكم، وإیّاه أسأل أن یصلحكم، وأن یكفّ الطغاة والبغاة عنكم، والصبر الصبر حتّی یقضی [83] اللَّه الأمر، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العلیّ العظیم [84] . ثمّ قال للحسن: یا حسن أبصروا ضاربی، أطعموه من طعامی، واسقوه من شرابی، فإن أنا عشتُ فأنا أولی بحقّی، وإن متُّ فاضربوه ضربةً، ولا تمثّلوا به فإنّی سمعتُ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله یقول: ایّاكم والمثله ولو بالكلب العقور[85] یا حسن إن أنا متُّ لا تغال فی كفنی فإنّی سمعت رسول اللَّه صلی الله علیه وآله یقول: لا تغالوا فی الأكفان فامشوا بی بین المشیتین، فإن كان خیراً عجلتمونی إلیه، وان كان شرّاً ألقیتموه عن أكتافكم. یا بنی عبدالمطّلب لا ألفینّكم تریقون [86] دماء المسلمین بعدی، تقولون: قتلتم أمیرالمؤمنین، ألا لایقتلنّ بی إلّا قاتلی [87] ثمّ لم ینطق إلّا بلا إله إلّا اللَّه حتّی قبض علیه السلام وذلك فی شهر رمضان سنة أربعین [88] . وغسّله الحسن والحسین وعبداللَّه بن جعفر ومحمّد بن الحنفیة یصبّ الماء، وكُفّن فی ثلاثة[89] أثواب لیس فیها قمیص، وصلّی علیه ابنه الحسن علیه السلام وكبّر علیه سبع تكبیرات [90] ، ودُفن فی جوف اللیل بالغری [91] موضع معروف (یزار) إلی الآن وقیل: بالنجف، وفیه یقول بعض الشعراء[92] : تسح [93] سحایب الرضوان سحا ولازالت رواة المزن تهدی وقیل: دُفن (بین منزلة) والجامع الأعظم [94] ، وقیل: فی القصر[95] ، وقیل: غیر ذلك [96] ، ولمّا فرغوا من دفنه علیه السلام جلس الحسن علیه السلام وأمر أن یؤتی بابن ملجم لعنه اللَّه فجی ء به، فلمّا وقف بین یدیه قال: یا عدوّ اللَّه قتلت أمیر المؤمنین وأعظمت الفساد فی الدین [97] ، ثمّ أمر به فضُربت عنقه وأخذه الناس وأدرجوه فی بواری وأحرقوه لعنه اللَّه [98] وقیل: إنّ اُم الهیثم بنت الأسود النخعیة[99] استوهبت جیفته من الحسن علیه السلام وأحرقتها بالنار[100] . وأمّا الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم فی العقد علی قتل معاویة وعمرو بن العاص فإنّ أحدهما فی صبیحة تلك اللیلة وهو البُرك ضرب معاویة وهو راكع فی صلاة الصبح فوقعت ضربته فی إلیته من فوق ثیاب كثیرة كانت علیه فجرحه جرحاً یسیراً، وقُبض علی البُرك فقال لمعاویة: إنّ (لك)عندی بشارة[101] اُسرّك به فإن أخبرتك أنافعی ذلك عندك؟ فقال: نعم، قال: إنّ علیّاً قُتل فی هذه اللیلة، قتله أخٌ لی، قال: وكیف؟ فأخبره بخبرهم ثلاثتهم وما عقدوا علیه، فقال معاویة: ولعلّه لم یقدر علی ذلك اقتلوه، فاُخذ وقُتل [102] . وبعث معاویة إلی طبیب یقال له الساعدی وكان طبیباً حاذقاً فأراه جراحته، فلمّا نظر إلیها قال: اختر إمّا أن أحمی (لك)حدیدة فاضعها[103] فی موضع السیف ([104] فتبرأ) وإمّا أن اُسقیك شربة[105] یقطع بها عنك الولد وتبرأ فإنّ ضربته مسمومة، قال معاویة: أمّا النار فلاصبر[106] لی علیها، وأمّا الولد ففی یزید وعبداللَّه ما تقرّبه عینی، فسقاه شربة[107] فبرئ ولم یولِد بعدها، وأمر معاویة بعد ذلك بالمقصورات فی المسجد وحرس اللیل وقیام الشرطة علی رأسه،وهو أوّل من عمل المقصورات فی الإسلام [108] . أمّا الرجل الثالث وهو عمرو بن بكر التمیمی وافی خارجة (بن أبی حبیبة)[109] وكان صاحب شرطته)فی صبیحة تلك اللیلة وهو فی المسجد فی صلاة الصبح فضربه بسیفه وهو یظنّ أنه عمرو، وكان عمرو قد تخلّف صبیحة تلك اللیلة واستخلف خارجة فوقعت الضربة فی خارجة فقتله فمات [110] منها فی الیوم الثانی [111] ، وفی ذلك یقول ابن زیدون (ره)[112] : فلیتها إذ فدت عَمْراً بخارجة وأخذوا قاتل خارجة فاُدخل علی عمرو فلمّا رآه قال له: من قتلت؟ قال: یقولون خارجة، فقال: أردت عمراً وأراد اللَّه خارجة[113] فصارت مثلاً، وأمر به عمرو فقُتل، فلمّا بلغ معاویة قتل خارجة وسلامة عمرو كتب إلیه بهذه الأبیات [114] : وقَتْلٌ وأسبابُ المنایا[115] كثیرةٌ فیا عَمرو مَهلاً إنّما أنت عَمُّهُ نَجْوتَ وقد بَلَّ المُرادیُّ سَیْفَهُ ویضرِبُنی بالسیف آخرُ مِثْلهُ وأنتَ تُناغی كلَّ یومٍ ولیلةٍ وقد صحّ النقل أنّ علیّاً علیه السلام ضربه عبدالرحمن بن ملجم لیلة الجمعة الحادی والعشرین من شهر رمضان المعظّم سنة أربعین ومات من ضربته لیلة الأحد وهی اللیلة الثالثة من لیلة ضرْبِه [120] ، وكان عمره إذ ذاك خمساً وستین سنة[121] أقام منها مع النبیّ خمساً وعشرین سنة[122] منها قبل البعث والنبوة اثنا عشر سنة وبعدها ثلاثة عشر سنة[123] ، ثمّ هاجر واقام مع النبیّ صلی الله علیه وآله بالمدینة إلی أن توفّی النبیّ صلی الله علیه وآله عشر سنین [124] ، ثمّ عاش من بعد وفاة النبیّ إلی أن قُتل علیه السلام ثلاثین سنة، فجملة ذلك خمس وستون سنة[125] . وبالإسناد عن جابر بن عبداللَّه الأنصاری (رض) قال: إنّی حاضر عند علیّ بن أبی طالب (فی وقتٍ)إذ جاءه عبدالرحمن بن ملجم لعنه اللَّه یستحمله فحمله ثمّ قال [126] : اُرید حیاته ویُریدُ قتلی ثمّ قال: هذا واللَّه قاتلی لا محالة، قلنا: یا أمیر المؤمنین أفلا تقتله؟! قال: لا فمن یقتلنی، ثمّ قال [127] علیه السلام: اشدُدْ حَیازیمكَ للموت ولاتَجْزَع من الموت ولا تغترّ بالدهر كما أضْحَكَكَ الدهرُ وقال غنم بن المغیرة[128] : كان علیّ بن أبی طالب علیه السلام فی شهر رمضان من السنة الّتی قُتل فیها یفطر لیلة عند الحسن ولیلة عند الحسین ولیلة عند عبداللَّه بن جعفر، لا یزید فی كلّ أكله علی ثلاث أو أربع لقم [129] ویقول: یأتینی أمرُ اللَّه وأنا خمیصٌ، إنّما هی لیالٍ قلائل، فلم یمض الشهر حتّی قُتل علیه السلام [130] . وعن الحسن بن كثیر عن أبیه قال: خرج علیّ علیه السلام فی فجر الیوم الّذی قُتل فیه فأقبل الأوز یصحن فی وجهه فطُردن عنه، فقال علیه السلام: ذروهنّ فإنّهنّ نوائح [131] ، فقتله ابن ملجم لعنه اللَّه. وقال الحسن بن علیّ علیه السلام: قمت لیلاً فوجدت أبی قائماً یصلّی فی مسجد داره فقال: یا بنی أیقظ أهلك یصلّون فانّها لیلة الجمعة صبیحة بدر، ولقد ملكتنی عینای فنمت فرأیت رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فقلت: یا رسول اللَّه ماذا لقیتُ من اُمّتك من الأوَد واللدد[132] !! فقال صلی الله علیه وآله: ادْعُ علیهم، فقلتُ: اللّهمّ أبدلنی بهم مَن هو خیرٌ منهم وأبدلهم بی مَن هو شرٌّ منهم [133] فجاء المؤذّن فأذنه بالصلاة فخرج وخرجتُ خلفه فضربه ابن ملجم لعنه اللَّه فقتله [134] . وفی قصّة عبدالرحمن بن ملجم لعنه اللَّه ومهره لقَطام واشتراطها علیه قَتل علیّ علیه السلام، یقول الفرزدق [135] : فلم أر مهراً ساقه ذو سماحة ثلاثة آلاف وعبدٌ وقینةٌ فلا مهر أغلی من علیٍ [139] وإن غلا وللَّه درّ القائل حیث یقول [141] : فلا عزّ[142] للأشراف إن ظفرت بها فحربة وحشیّ سقت حمزة الردی وقال أبو الأسود الدؤلی فی قتل علیّ علیه السلام [144] : ألا أبلغْ معاویة بن حربٍ[145] . أفی شهر الحرام [146] فجعتمونا رزینا[147] خیر من ركب المطایا ومَن لبس النعال ومَن حذاها إذا استقبلت وجه أبی حسین لقد علمت قریشٌ حیث [151] كانت فقل للشامتین بنا رویداً وقال بكر بن حسّان الباهلی [153] : قال لابن ملجم والأقدار غالبة قتلت أفضل من یمشی علی قدم وأعلم الناس بالقرآن ثمّ بما صهر النبیّ ومولاه وناصره وكان [156] منه علی رغم الحسود له ذكرتُ قاتله والدمع منحدر قد كان یخبرنا[159] أن سوف یخضبها وبالإسناد عن الزهری قال: قال لی عبدالملك بن مروان: أیّ واحدٍ أنت أن حدّثتنی ما كانت علامة یوم قُتل علیّ بن أبی طالب؟ قلت: یا أمیر المؤمنین ما رفعت حصاة ببیت المقدس إلّا وكان تحتها دم عبیط. فقال: أنا وأنت غریبان فی هذا الحدیث [161] . ومن كتاب المناقب لأبی بكر[162] الخوارزمی قال: قال أبو القاسم الحسن بن محمّد: كنت بالمسجد الحرام فرأیت الناس مجتمعین حول مقام إبراهیم علیه السلام فقلت: ما هذا؟ فقالوا: راهب قد أسلم وجاء إلی مكّة وهو یحدّث بحدیثٍ عجیب، فأشرفتُ علیه فإذا شیخ كبیر علیه جبّة صوف وقلنسوة صوف عظیم الجثة وهو قاعد عند المقام یحدّث الناس وهم یسمعون إلیه [163] فقال: بینما أنا قاعد فی صومعتی فی بعض الأیام إذ أشرفت منها إشرافة فإذا طائر كالنسر الكبیر قد سقط علی صخرة علی شاطئ البحر فتقیّأ فرمی من فیه ربع إنسان ثمّ طار! فغاب یسیراً ثمّ عاد فتقیّأ ربعاً آخر ثمّ طار! وعاد فتقیّأ[164] هكذا، إلی أن تقیّأ أربعة أرباع إنسان ثمّ طار! فدنت الأرباع بعضها إلی [165] بعض فالتأمت، فقام منها إنسان كامل وأنا أتعجّب ممّا رأیت، فإذا بالطائر قد انقضّ علیه فاختطف ربعه، ثمّ عاد[166] واختطف ربعاً آخر ثمّ طار! وهكذا إلی أن اختطف جمیعه، فبقیت أتفكّر[167] وأتحسّر ألا كنت سألته مَن هو وما قصّته؟ فلمّا كان فی الیوم الثانی فإذا بالطائر قد أقبل وفعل كفعله بالأمس، فلمّا التأمت الأرباع وصارت شخصاً كاملاً نزلتُ من صومعتی مبادراً إلیه ودنوته وسألته: باللَّه مَن أنت یا هذا؟ فسكت عنّی، فقلت له: بحقّ من خلقك إلّا ما أخبرتنی مَن أنت؟ فقال: أنا ابن ملجم (ف) قلت: ما قصّتك مع هذا الطائر؟ قال: قتلت علیّ بن أبی طالب فوكّل (اللَّه)بی هذا الطائر لیفعل بی ما تری كلّ یوم. فخرجت من صومعتی وسألت عن علیّ بن أبی طالب مَن هو؟ فقیل لی: إنّه ابن عمّ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فأسلمت وأتیت ماتّاً[168] من هذا إلی بیت الحرام قاصداً الحجّ وزیارة النبیّ صلی الله علیه وآله [169] .
عن أنس بن مالك [1] (رض) قال: مرض علیّ علیه السلام فدخلت علیه وعنده أبو بكر وعمر وعثمان فجلست عنده معهم، فجاء النبیّ صلی الله علیه وآله فنظر فی وجهه فقال أبو بكر وعمر: قد تخوّفنا علیه یا رسول اللَّه، فقال صلی الله علیه وآله: لا بأس علیه ولن یموت الآن ولا یموت حتّی یملأ غیظاً ولن یموت إلّا مقتولاً[2] .
كجود یدیه ینسجم انسجاما
إلی النجف التحیة والسلاما
فدت علیّاً بمن شاءت من البشر
مَنیَّةُ شیخٍ من لؤیِّ بن غالِب
وصاحبُهُ دون [116] الرجال الأقارِب
مِن ابن أبی شیخ الأباطحِ طالب
فكانَتْ علینا[117] تلك ضربَةَ لازِب
بمِصْرِكَ بیضا كالظِباء[118] السواربِ[119] .
عذیری من خلیلی من مُراد
فإنّ الموتَ لاقیكا
إذا حَلّ بنادیكا
وان كان یواتیكا
كذاكَ الدهرُ یبكیكا
كمهر[136] قَطامٍ من فصیحٍ وأعجم[137] .
وضرب علیٍّ بالحسام المصمّم[138] .
ولا فتك [140] إلّا دون فتك ابن ملجم
ذئاب [143] الأعادی من فصیح وأعجم
وحتف علیّ من حسام ابن ملجم
فلا قَرَّت عیون الشامتینا
بخیر الناس طُرّاً أجمعینا
ورحّلها[148] ومَن ركب السفینا
ومَن قرأ المثانی والمبینا[149] .
رأیت البدر[150] زاغ الناظرینا
بأنك خیرهم حسباً[152] ودینا
سیلقی الشامتون كما لقینا
هدمت [154] للدین والإسلام أركانا
وأفضل [155] الناس إسلاماً وإیمانا
سنّ الرسول لنا شرعاً وتبیانا
أضحت مناقبه نوراً وبرهانا
مكان [157] هارون من موسی بن عمرانا
فقلتُ سبحان ربِّ العرش [158] سبحانا
قبل المنیة أشقاها وقد كانا[160] .
فمثلاً روی أحمد وقال الهیتمی: رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات أنه صلی الله علیه وآله قال لعلیّ: ألا اُحدثك بأشقی الناس رجلین: احیمر ثمود الّذی عقر الناقة، والّذی یضربك یا علیّ علی هذه (یعنی رأسه) حتّی تبتل منه هذه (یعنی لحیته) وقال صلی الله علیه وآله له: إنّ الاُمّة ستغدر بك بعدی... وإنّ هذه ستخضّب من هذا (یعنی لحیته من رأسه). وعن أبی سنان أنه عاد علیّاً فی شكوی اشتكاها فقال لعلیّ: لقد تخوّفنا علیك فی شكواك هذه. فقال: ما تخوّفت علی نفسی، عهد إلیَّ ان لا أموت حتّی تخضّب هذه من هذه. رواه الطبرانی، وقال الهیتمی: اسناده حسَن: 9 / 137، والحاكم صحّحه: 3 / 113، وفرائد السمطین: 1 / 387 حدیث 320. وروی أنّ رجلاً من الخوارج یقال له الجعد بن بعجة قال لعلیّ: اتق اللَّه یا علیّ فإنك میّت، فقال: بل مقتول، ضربة علی هذا تخضّب هذه، عهد معهود وقضاء مقضی وقد خاب من افتری. انظر المصادر السابقة. وعن علیّ علیه السلام مرفوعاً: یا علیّ أتدری من أشقی الأولین؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: عاقر الناقة، قال: أتدری من أشقی الآخرین؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: الّذی یضربك علی هذه- وأشار إلی رأسه- فتبتلّ منها هذه- وأخذ بلحیته-. أخرجه أحمد فی المناقب، وابن الضحّاك كما جاء فی ذخائر العقبی: 115، وینابیع المودّة: 2 / 199 ط اُسوة. وجاء فی الصواعق: قال أبو الأسود: فما رأیت كالیوم قط محارباً یخبر بذا عن نفسه. وفی الینابیع: فما رأیت أحداً قطّ یخبر عن قتل نفسه غیر علیّ وانظر تاریخ دمشق: 3 / 273 ح 1354. وانظر تعلیق الشیخ المظفر فی دلائل الصدق: 2 / 250، المسترشد فی الإمامة: 647 وفیه «ولم یقل كلّ مؤمن، بل كانت البیعة علی الموت وعلی أن لایغروا»، كفایة الطالب: 249 ط الحیدریة و: 122 ط الغری، ینابیع المودّة: 96 ط اسلامبول و: 110 ط الحیدریة، و: 1 / 285، و: 2 / 421 ط اُسوة، تذكرة الخواصّ: 17، تفسیر الخازن: 5 / 203، معالم التنزیل بهامش تفسیر الخازن: 5 / 203، إحقاق الحقّ: 3 / 363. ذكرت هذه الواقعة مقطّعة فی بعض الكتب التاریخیة وأهل السِیر ولكن نحن بصدد تحقیق هذا الكتاب ولسنا بصدد بیان وجمع المقاطع علی الرغم من أنّ بعض الكتب قد نقلتها تفصیلاً مع اختلاف یسیر فی الألفاظ وكذلك من التقدیم والتأخیر، ونحن نشیر هنا إلی الاختلاف فی بعض النسخ الّتی بحوزتنا ووضعناها بین معقوفتین. ونذكر هنا أیضاً المصادر الّتی أشارت إلی هذه الواقعة: تاریخ الطبری: 5 / 143، مقاتل الطالبیین: 29 و47، طبقات ابن سعد: 3 / 35، أنساب الأشراف: 2 / 489 و499 و524، مروج الذهب: 2 / 411، الإمامة والسیاسة: 1 / 159، الكامل فی التاریخ: 3 / 389، مناقب الخوارزمی: 380- 410، مناقب ابن شهرآشوب: 3 / 311، بحار الأنوار للمجلسی: 42 / 228، تاریخ ابن عساكر: 3 / 367 ح 1424 وأضاف قول الإمام علیّ علیه السلام عند ما ضربه ابن ملجم «فزت وربّ الكعبة»، وذكر ذلك البلاذری فی الأنساب: 1 / 488 و490، تاریخ دمشق: 38 / 97، و: 3 / 303 ح 1402 وما بعدها، كنز العمّال: 13 / 697، الفتح الربّانی: 23 / 163، والحاكم فی المستدرك: 3 / 144، ذخائر العقبی: 110 فضائل علیّ علیه السلام، الصواعق المحرقة: 133 باب 9 فصل 5 مع تقدیم وتأخیر بما یناسب السیاق ویحفظ استرسال المعنی واللفظ. وانظر الفتوح لابن أعثم: 2 / 276، أعیان الشیعة: 1 / 530 الاستیعاب: 3 / 59 بإضافة «... لا یفوتنكم الكلب» اُسد الغابة: 4 / 38، ینابیع المودّة: 164، أرجح المطالب: 651، إحقاق الحقّ: 8 / 795. والخلاصة: أنه اختلف فی اسمها بین المؤرّخین كما یلی: قطام بنت الأصبغ التمیمی، قطام بنت الأخضر التیمیة، قطام ابنة الشجنة، قطام بنت علقمة، حطام، قطام بنت شبحنة، قطام بنت سخینة بن عوف بن تیم اللات، قطام بنت الأصبغ التمیمی. ثلاثة آلاف وعبدٌ وقینةٌ فلامهر أغلی من علیّ وإن غلی . وقال أبو الفرج فی مقاتل الطالبیین: 47: وللأشعث بن قیس فی انحرافه عن أمیر المؤمنین أخبار یطول شرحها... ومثل ذلك فی شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 340. ولم یلتق حجر بن عدیّ بعلی... وخرج مبادراً لیمضی إلی أمیر المؤمنین علیه السلام فیخبره الخبر ویُحذّره من القوم وخالفه أمیر المؤمنین علیه السلام فدخل المسجد فسبقه ابن ملجم... لكن فی أمالی الشیخ الصدوق: 3 / 18 ورد مسنداً عن الإمام علیّ بن الحسین علیه السلام: فوقعت الضربة وهو ساجد. وفی الكنز: 15 / 170 ح 497 أنّ ابن ملجم طعن علیّاً حین رفع رأسه من الركعة فانصرف وقال: اتمّوا صلاتكم ولم یقدّم أحداً... وقریب منه فی تاریخ دمشق: ح 1397: انّ عبدالرحمن بن ملجم ضرب علیّاً فی صلاة الصبح علی دهش بسیف كان سمّه... وقریب منه فی الفضائل لأحمد: ح 63 لكن بإضافة: ومات من یومه ودُفن بالكوفة. أمّا ابن أبی الدنیا فی مقتل أمیرالمؤمنین: ح 532 فقال: إنّ علیّاً خرج فكبّر فی الصلاة، ثمّ قرأ من سورة الأنبیاء احدی عشرة آیة، ثمّ ضربه ابن ملجم من الصفّ علی قرنه- وأضاف:- انّه لمّا ضرب ابن ملجم علیّاً علیه السلام وهو فی الصلاة تأخر فدفع فی ظهره جعدة فصلی بالناس... وروی الطبرانی فی مجمع الزوائد: 9 / 141، والطبری: 6 / 84 ط اُخری، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 34، والشیخ المفید فی الإرشاد: 1 / 20 ما یلی:... فأقبل علیه السلام ینادی: الصلاة الصلاة، فرأیت بریق السیف وسمعت قائلاً یقول: الحكم للَّه یا علیّ لالك، ثمّ رأیت بریق سیف آخر وسمعت علیّ علیه السلام یقول: لا یفوتنّكم الرجل.... اللَّه اللَّه فی الأیتام فلا تغُبُّوا أفواههم بجفوتكم. وأضاف فی البحار: 42 / 248: فلا تغیّروا أفواههم، ولا یضیعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول اللَّه صلی الله علیه وآله یقول: من عال یتیماً حتّی یستغنی أوجب اللَّه عزّوجلّ بذلك الجنّة كما أوجب اللَّه الآكل مال الیتیم النار، انتهی . واللَّه اللَّه فی جیرانكم، فإنّها وصیة رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فما زال یوصینا بهم حتّی ظننّا أ نّه سیورثهم. واللَّه اللَّه فی القرآن فلا یسبقنكم إلی العمل به غیركم. اللَّه اللَّه فی الصلاة فإنّها عماد عمود دینكم. اللَّه اللَّه فی بیت ربكم فلا یَخلُونَّ منكم ما بقیتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا، وإنّه إن خلا منكم لم تنظروا. اللَّه اللَّه فی صیام شهر رمضان، فإنّه جُنّة من النار. واللَّه اللَّه فی الجهاد فی سبیل اللَّه بأموالكم وأنفسكم. اللَّه اللَّه فی زكاة أموالكم، فإنّها تطفی غضب ربكم. اللَّه اللَّه فی اُمّة نبیّكم، فلا یظلمّن بین أظهركم. اللَّه اللَّه فی أصحاب (اُمّة) نبیّكم، فإنّ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله أوصی بهم. اللَّه اللَّه فی الفقراء والمساكین فأشركوهم فی معائشكم. اللَّه اللَّه فی ما ملكت أیمانكم، فانّها كانت آخر وصیّة رسول اللَّه علیه السلام إذ قال: «اُوصیكم بالضعیفین فیما ملكت أیمانكم» ثمّ قال: الصلاة الصلاة، لاتخافوا فی اللَّه لومة لائم، فإنّه یكفیكم من بغی علیكم وأرادكم بسوء، قولوا للناس حُسناً كما أمركم اللَّه، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر فیولّی الأمر عنكم، وتدعون فلا یُستجاب لكم، علیكم بالتواضع والتباذل والتبارّ، وإیّاكم والتقاطع والتفرّق والتدابر (وَتَعَاوَنُواْ عَلَی الْبِرِّ وَالتَّقْوَی وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَی الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقَابِ) المائدة: 2. وانظر المعمّرون والوصایا للسجستانی: 149، التاریخ للطبری: 6 / 85 و61، الأمالی للزجّاجی: 112، الكافی: 7 / 51، مروج الذهب: 2 / 425، تحف العقول: 197، من لا یحضره الفقیه: 4 / 141، مناقب الخوارزمی: 278، كشف الغمّة: 2 / 58، ذخائر العقبی: 116، روضة الواعظین للفتال النیسابوری: 136، المعارف: 2 / 178. فألقتْ عصاها واستقرَّتْ بها النّوَی فمن قتله؟ فقیل: رجل من مراد، فقالت: فإن یَكُ نائیاً فلقد نَعاهُ فقالت زینب بنت أبی سلمة: أ لعلیّ تقولین هذا؟ فقالت: إنّی أنسی، فإذا نسیت فذكّرونی. وانظر الطبقات لابن سعد: 3 / 40، ومقاتل الطالبیین: 42، وابن الأثیر: 3 / 157. والبیتان هما لابن الحضرمی بن یحمان أخی بنی أسد، وفی أنساب الأشراف: 2 / 505 أنشدت قول البارقی معقر بن حمار، وانظر ترجمة ابن عباس من مجمع الرجال: 4 / 14 تمثّل بهذین البیتین أیضاً عند ما دخل بیت عائشة بعد الجمل... وانظر أبیات اُخری لها فی الطبقات: 8 / 73 وكذلك موقفها وكیف كانت تحتجب من الحسن والحسین علیهما السلام كما أورده الحاكم فی المستدرك: 3 / 166 وكیفیة سجودها شكراً للَّه وإظهارها السرور كما فی المقاتل أیضاً: 43، واُسد الغابة: 5 / 392- 393 وقد سبق وأن أشرنا إلی ذلك. لكن انظر قول عائشة وقول الشاعر الإسلامی الكبیر أحمد شوقی كما ذكره محمود أبو ریّة فی مقدمة كتاب أحادیث اُم المؤمنین عائشة للسید العسكری: 12. قال شوقی مخاطباً الإمام علیّ علیه السلام: یاجبلاً تأبی الجبال ما حمل أثأر عثمان الّذی شجاها ذلك فتق لم یكن بالبال وأنّ اُمّ المؤمنین لا مرأه (... الی آخر الأبیات). وفی مناقب آل أبی طالب: 2 / 78: قُبض علیه السلام قتیلاً فی مسجد الكوفة وقت التنویر لیلة الجمعة لتسع عشرة لیلة مضین من شهر رمضان. وفی الإرشاد: 1 / 9 قال: وكانت وفاته علیه السلام قبیل الفجر من لیلة الجمعة لیلة إحدی وعشرین من شهر رمضان سنة أربعین من الهجرة قتیلاً بالسیف... وفی شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 181 قال: وكان عمره علیه السلام ثلاثاً وستین سنة، ومدة خلافته أربع سنین وتسعة أشهر ویوماً واحداً. وللناس خلاف فی مدة عمره وفی قدر خلافته، فانظر تاریخ الطبری: 4 / 116، والفتوح: 2 / 282، وفی المقاتل: 54 قال: توفی علیه السلام وهو ابن أربع وستین سنة... فی لیلة الأحد لإحدی وعشرین لیلة مضت من شهر رمضان. وانظر أنساب الأشراف: 2 / 498، أمّا الكامل فی التاریخ: 2 / 433 فقال: وفی السنة 40 ه قتل علیٌّ فی شهر رمضان لسبع عشرة خلت منه، وقیل لإحدی عشرة، وقیل لثلاث عشرة بقیت منه، وقیل فی شهر ربیع الآخر سنة 40، والأوّل أصحّ. وقال العلّامة السیّد محسن الأمین: 1 / 530: قُتل علیه السلام سنة 40 من الهجرة فی شهر رمضان، ضُرب لیلة التاسع عشر لیلة الأربعاء، وقُبض لیلة الجمعة إحدی وعشرین علی المعروف بین أصحابنا وعلیه عمل الشیعة الیوم. وتارةً روی هذه القصة جعفر بن سلیمان الضُبعی عن المعلّی بن زیاد قال: جاء عبدالرحمن بن ملجم إلی أمیر المؤمنین یستحمله فقال له: یا أمیر المؤمنین، احملنی، فنظر إلیه علیه السلام ثمّ قال له: أنت عبدُالرحمن بن مُلْجَم المُرادی؟ قال: نعم، قال: یا غزوان، احمله علی الأشقر، فجاء بفرس أشقر فركبه ابن ملجم المرادی وأخذ بعنانه، فلمّا ولّی قال أمیر المؤمنین علیه السلام.... قیل: إنّ البیت لعمرو بن معدی كرب كما فی كتاب سیبویه: 1 / 276، والأغانی:10 / 27، والعقد الفرید: 1 / 121، وخزانة الأدب: 6 / 361. وانظر المصادر التالیة لذكر القصة الاُولی فی المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 310، والبحار: 42 / 192 ح 7 ونقل عن كشف الغمّة بیت الشعر هكذا والقصة الثانیة أیضاً وردت فی الإرشاد للشیخ المفید: 1 / 12 و13، وذكر البیت وباسناده عن جابر قال: إنّی لشاهد لعلیّ وقد أتاه المرادی یستحمله فحمله ثمّ قال: عذیری من خلیلی من مراد وورد أیضاً فی كشف الغمّة: 2 / 128- 130، وكذلك الخوارزمی فی المناقب، وابن شهرآشوب فی: 3 / 310، والراوندی فی الخرائج والجرائح:1 / 182 ح 14، طبقات ابن سعد: 3 / 22، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 42، وشرح الشافیة لأبی فراس: 99، والكامل للمبرّد: 550، وسمط النجوم العوالی لعبد الملك العصامی: 2 / 466 ولكن باختلاف یسیر فی اللفظ بل قریب من لفظ الماتن، وكذلك شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 170. وانظر الفتوح: 2 / 277، مقاتل الطالبیین: 45، أنساب الأشراف: 2 / 502. وزاد فی الاستیعاب:2 / 60 عن ابن سیرین بن عبیدة قال: كان علیّ علیه السلام إذا رأی ابن ملجم قال:- وذكر البیت-، فضائل الخمسة من الصحاح الستّة: 3 / 60، الریاض النضرة: 2 / 245، كنز العمّال: 6 / 412، و: 13 / 191، الصواعق المحرقة: 80، أساس البلاغة للزمخشری: 295، وقد نسبه إلی عمرو بن معدی كرب. وفی شواهد التنزیل: 2 / 439 ح 1102 عن أبی الطفیل ولكن بلفظ «شد» بدل «اشدد» و«یأتیك» بدل «لاقیكا» و«القتل» بدل «الموت». وانظر لسان المیزان: 3 / 404، الفتوح لابن أعثم: 2 / 278 ولكن بلفظ «فقد» بدل «إذا». وكذلك فی الكامل للمبرّد: 552 ولكن فی الفتوح زیادة بیتین آخرین وهما: فقد أعرف أقواماً مصاریع إلی النجدة قال: ثمّ مضی یرید المسجد وهو یقول: خلّوا سبیل المؤمن المجاهد ویوقظ الناس إلی المساجد انظر الخرائج والجرائح: 1 / 182 ح 14، بحار الأنوار: 42 / 192 ح 6. وفی حدیث آخر: إنّ أمیر المؤمنین علیه السلام سَهر تلك اللیلة، فأكثر الخروج والنظر فی السماء وهو یقول «واللَّه ما كَذَبْتُ ولا كُذِبْتُ، وإنّها اللیلة الّتی وُعِدتُ بها» ثمّ یعاود مضجعه، فلمّا طلع الفجر شدّ إزاره وخرج وهو یقول (اشدُدْ...)انظر خصائص الأئمة: 63، وإعلام الوری: 161، ومناقب آل أبی طالب: 3 / 310، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 17 / 225، والمعجم الكبیر: 1 / 105، والمسترشد فی إمامة أمیر المؤمنین علیه السلام: 366 و367 هامش رقم 2، واُسد الغابة: 4 / 35، وكنز العمّال: 6 / 413، و: 13 / 196، الریاض النضرة: 2 / 245، وفضائل الخمسة: 3 / 66، طبقات ابن سعد: 3 / 21 و22، و: 4 / 35، مشكل الآثار: 1 / 352، وتاریخ بغداد: 1 / 135، وقصص الأنبیاء للثعلبی: 100، والإمامة والسیاسة: 1 / 183، وشرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 339، والنهایة: 3 / 76. وانظر مروج الذهب: 2 / 425 بلفظ:... ویحك دعهن فإنّهن نوائح. وانظر قریب من هذا فی خصائص الأئمة: 63، إعلام الوری: 161، مناقب آل أبی طالب: 3 / 310، اُسد الغابة: 4 / 35، كنز العمّال: 6 / 413، الریاض النضرة: 2 / 245، اُسد الغابة: 4 / 36، تذكرة الخواصّ: 162، ذخائر العقبی: 112. ألا یا عین جودی وأسعدینا وكذلك اختلف الرواة فی ترتیب هذه الأبیات كما جاء فی المقاتل: 55، والاغانی: 11 / 122.
وقتلُ علیٍّ بالحسام المصمّم
ولا فتك إلّا دون فتك ابن ملجم
كما قرَّ عیناً بالإیابِ المُسافِر
غُلامٌ لیس فی فیه التراب
ماذا رمت علیك ربّة الجمل
أم غصّة لم ینتزع شجاها
كید النساء موهن الجبال
وإنْ تَكُ الطاهرةَ المبرَّأه
اُرید حباءه ویرید قتلی
وإن كانوا صعالیكا
وللغیّ متاریكا
فی اللَّه لایعبد غیر الواحد
ألا فأبكی أمیر المؤمنینا